استثمار رمضان في بنك الرحمن
ما أحلى أن يجد الإنسان في صحيفته يوم القيامة حسنات لم يتعب فيها، وأن يثقل ميزانه بطاعات عملها غيره، وأن يرتقي درجات الجنة بعد أن يواريه التراب؛ وذلك بأن يعمل أجيراً عند الله بدل إخوانه المسلمين ليتسلم أجرته في الآخرة، ولِمَ لا: فـ"الدال على الخير كفاعله"، و"من دعا إلى هدي كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا..." كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق. إن من رحمة الله وفضله علينا أن جعل لنا في هذه الحياة الدنيا محطات نتزود فيها بالإيمان والتقوى. ونمحو ما علق بقلوبنا من آثار الذنوب والغفلات نلتقط فيها أنفاسنا. ونعيد ترتيب أوراقنا، فنخرج منها بروح جديدة، وهمة عالية.
ومن أهم المحطات التي تمر على المسلمين مرة واحدة كل عام: شهر رمضان، فها هي الأيام تمضي ويهل علينا الشهر الكريم بخيره وبركته شعاره: يا باغي الخير أقبل، الشياطين فيه مصفدة، وأبواب النيران مغلقة، والأجواء مهيأة لنيل المغفرة والرحمة والعتق من النار. تزينت فيه الجنة، ونادت خطابها أن هلموا وأسرعوا فالسوق مفتوح والبضاعة حاضرة، والمالك جواد كريم.
هذه الكلمات صيحة تنادي فيك الصلاة خير من النوم والتجلد خير من التبلد. والعالي يرجو المعالي. ومن جد وجد ومن زرع حصد. تبغي جنة الفردوس ثمناً. وما كانت مهور الحور العين يوماً رخيصة.
وهذه البرامج العملية نوع جديد قديم. جديد في زمن تنافس فيه الناس في جمع الدينار والدرهم. وتكالبوا على دنيا زائلة ومتع فانية. فثقل على هؤلاء أن يفهموا لغتنا؛ لأن نافخ الكير تزكمه رائحة المسك.
وقديم لأنه الأمر الذي أرق مضاجع الصالحين، وجعل مصعباً يفارق فراشه الوثير وعطره المثير حتى ما وجد له كفن في آخر المطاف، ويهجر الشخص من أجله الأحباب والخلان؛ لأنهم علموا أن العاقبة: (اليوم أحل عليكم رضاي فلا أسخط عليكم أبداً).
وقبل أن تعيش مع هذه البرامج دعنا نستجلب سويًّا رحمات الله ونستمطر بركاته، ونلهج سويًّا بهذا الدعاء:
"اللهم استعمل أبداننا في طاعتك، وأقدامنا في خدمتك وألسنتنا في ذكرك، اللهم داوِ بكتابك قلوباً أعيتها كثرة الذنوب، ونفوساً أفسدها طول الركود، وانتشلنا به من آبار غفلتنا، ومهاوي شهواتنا، ومصارع أهوائنا، وقوِّ به بواعث الإيمان في أعماقنا، واجعله حجة لنا بين يديك، يشهد بصدق العبودية لك وإخلاص التوجه إليك، وبذل الأوقات فيك.
مع تحيات
ADMIN
ما أحلى أن يجد الإنسان في صحيفته يوم القيامة حسنات لم يتعب فيها، وأن يثقل ميزانه بطاعات عملها غيره، وأن يرتقي درجات الجنة بعد أن يواريه التراب؛ وذلك بأن يعمل أجيراً عند الله بدل إخوانه المسلمين ليتسلم أجرته في الآخرة، ولِمَ لا: فـ"الدال على الخير كفاعله"، و"من دعا إلى هدي كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا..." كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق. إن من رحمة الله وفضله علينا أن جعل لنا في هذه الحياة الدنيا محطات نتزود فيها بالإيمان والتقوى. ونمحو ما علق بقلوبنا من آثار الذنوب والغفلات نلتقط فيها أنفاسنا. ونعيد ترتيب أوراقنا، فنخرج منها بروح جديدة، وهمة عالية.
ومن أهم المحطات التي تمر على المسلمين مرة واحدة كل عام: شهر رمضان، فها هي الأيام تمضي ويهل علينا الشهر الكريم بخيره وبركته شعاره: يا باغي الخير أقبل، الشياطين فيه مصفدة، وأبواب النيران مغلقة، والأجواء مهيأة لنيل المغفرة والرحمة والعتق من النار. تزينت فيه الجنة، ونادت خطابها أن هلموا وأسرعوا فالسوق مفتوح والبضاعة حاضرة، والمالك جواد كريم.
هذه الكلمات صيحة تنادي فيك الصلاة خير من النوم والتجلد خير من التبلد. والعالي يرجو المعالي. ومن جد وجد ومن زرع حصد. تبغي جنة الفردوس ثمناً. وما كانت مهور الحور العين يوماً رخيصة.
وهذه البرامج العملية نوع جديد قديم. جديد في زمن تنافس فيه الناس في جمع الدينار والدرهم. وتكالبوا على دنيا زائلة ومتع فانية. فثقل على هؤلاء أن يفهموا لغتنا؛ لأن نافخ الكير تزكمه رائحة المسك.
وقديم لأنه الأمر الذي أرق مضاجع الصالحين، وجعل مصعباً يفارق فراشه الوثير وعطره المثير حتى ما وجد له كفن في آخر المطاف، ويهجر الشخص من أجله الأحباب والخلان؛ لأنهم علموا أن العاقبة: (اليوم أحل عليكم رضاي فلا أسخط عليكم أبداً).
وقبل أن تعيش مع هذه البرامج دعنا نستجلب سويًّا رحمات الله ونستمطر بركاته، ونلهج سويًّا بهذا الدعاء:
"اللهم استعمل أبداننا في طاعتك، وأقدامنا في خدمتك وألسنتنا في ذكرك، اللهم داوِ بكتابك قلوباً أعيتها كثرة الذنوب، ونفوساً أفسدها طول الركود، وانتشلنا به من آبار غفلتنا، ومهاوي شهواتنا، ومصارع أهوائنا، وقوِّ به بواعث الإيمان في أعماقنا، واجعله حجة لنا بين يديك، يشهد بصدق العبودية لك وإخلاص التوجه إليك، وبذل الأوقات فيك.
مع تحيات
ADMIN