أسواق قطر تتوقع 7،4 ملايين دولار إيـرادات لـ «عيد الحب»
• أحد متاجر الدوحة يعرض هدايا عيد الحب
الدوحة – القبس: مع اقتراب موعد حلول «عيد الحب» أو «الفالنتاين» الذي يصادف يوم غد، تزداد حمى الاستعدادات لهذه المناسبة على مستوى الأسواق المحلية في قطر والعديد من المراكز التجارية المشيدة على نمط مثيلاتها في دول الغرب والتي أخذت تغزو العاصمة الدوحة، فأخذت تعرض الأزهار ذات اللون الأحمر الداكن، وهدايا أخرى تحمل شعار عيد الحب. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أعلنت فنادق كبرى في الدوحة استعدادها لمناسبة عيد الحب، بمجموعة مميزة من العروض الخاصة بالعيد، وتشمل أطباقا جديدة وفعاليات فريدة خاصة بالمناسبة. لكن وفي موازاة هذه الاستعدادات، ينطلق سجال لا ينتهي بين أكثر من طرف في المجتمع القطري حول مشروعية وجدوى الاحتفال بهذه المناسبة التي ينظر اليها كثيرون على أنها دخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية ولا تمت إلى التقاليد والعادات العربية بأي صلة من قريب أو بعيد. الورود ما زالت في المقدمة العديد من المتاجر المعنية بالمناسبة في السوق القطري بدأت مبكرا الاستعداد لها، حيث يلاحظ قيامها بعرض مختلف أشكال الهدايا من أجل جذب الزبائن مع التركيز على اللون الأحمر الذي يميز عيد الحب. ويقدر أحد تجار الهدايا في مركز تسوق بالدوحة حجم الإيرادات المتوقعة لعيد الحب على تجار قطر بنحو 27 مليون ريال (7،4 ملايين دولار). وأكثر المستفيدين من هذه الإيرادات بحسب محمود بكاي وهو بائع هدايا وإكسسوارات في سيتي سنتر الدوحة، هم تجار الورود والزهور لكونها أكثر ملاءمة للمناسبة كأفضل هدية بين العشاق، ثم المحال المتخصصة ببيع الهدايا والإكسسوارات والعطور وبطاقات المعايدة والذهب. ولا يعتقد بكاي أن الأزمة المالية العالمية يمكن أن تؤثر سلبا على مشتريات «عيد الحب»، لأنه يرى أن ما يربط العشاق فيما بينهم أكبر من كل شيء، وأكبر من مجرد أزمة مالية!! وبالرغم من تحريم الاحتفال بعيد الحب من قبل كثير من علماء الدين، لكونه تقليدا غربيا لا يناسب بيئتنا الإسلامية وتقاليدنا العربية، إلا أن هناك إقبالاً نسبيا من الجمهور على الاحتفال بالعيد، ويتجلى ذلك بشكل واضح في الحلة الجديدة التي اخذت ترتديها مراكز التسوق والمجمعات التجارية، أو من خلال الإقبال المتوقع على شراء الهدايا والورود. ولا تعتقد شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين في قطر أن هناك ضررا من الاحتفال بمناسبة مثل عيد الحب، ولو أنه تقليد للغرب. وتساءلت مجموعة من الشباب عن سر الضجة التي تثار بشأن الاحتفال بعيد الحب، موضحين أن الأمر شخصي يتعلق بخيار شباب يرغبون في التعبير عن عواطفهم تجاه من يحبون، وبالتالي ليس هناك من ضرر أو حتى مخالفة لأوامر شرعية. تقول حسينة علي صاحبة محل لبيع الزهور في الدوحة إن الشكل الطبيعي لعيد الحب هو ورود حمراء، موضحة أن الطلب يتزايد كثيرا على هذه الورود من قبل الشباب، وتضيف: ــ عيد الحب فرصة لجميع الناس لصفاء قلوبهم، فالحب لا ينحصر في حب الرجل لحبيبته أو حب المرأة لحبيبها، إنما هناك مثلا حب الابن لأمه وحب الأخت لأخيها والزوج لزوجته. ووفقا لحسينة، يقفز الطلب الكبير الذي يتخلل مناسبة عيد الحب بأسعار الوردة الواحدة بنسبة 100% ليبلغ 20 ريالا بدلا من 10 ريالات، لافتة الى أن هذا الارتفاع في الأسعار لم يكن ليحدث لولا الإقبال الكبير على الورود رمز الحب والعطاء. حسينة قالت إنها استوردت أكثر من 3 آلاف وردة خصيصا لمناسبة عيد الحب، وقد تلجأ الى طلب المزيد من تلك الورود إذا ما شعرت أن هناك طلبا متزايدا. وتعتقد حسينة أن الأمر الجيد في مناسبة عيد الحب بالنسبة لمحال بيع الزهور، أنه غير مرتبط بعمر أو جنسية معينة، فجميع الناس يحتفلون به ومن كل الأعمار والفئات، وكثيراً ما يقال إن هذا العيد يخص الأوروبيين والدول الغربية، لكنني لا أعتقد أنه كذلك، فالعيد للجميع، لأنه مناسبة لكل إنسان لكي يظهر حبه لمن يحب. مؤيدون ومعارضون وبالنسبة لأحمد حسن وهو طالب في جامعة قطر، فإنه اعتاد مع مجموعة من أصدقائه على الاحتفال بمناسبة عيد الحب، ويقول إننا لا نرى وجود أي تعارض بين هذه المناسبة وبين الضوابط الشرعية ما دام الأمر يتعلق بالتعبير عن مشاعر صادقة لمن نحب. وقال صديقه حسن ثناء: إن عيد الحب رغم أنه تقليد غربي، إلا أنه لا يشكل أي تناقض مع المبادئ الإسلامية التي تؤكد كلها على ضرورة الوفاء للأحبة وهم قد يكونون الخطيبة أو الزوجة أو حتى الأولاد مع آبائهم وأمهاتهم، وتساءل هذا الشاب عن سر الضجة التي تثار كل سنة حول هذا الموضوع مؤكدا أن الأمر لن يثنيه عن الاحتفال مجددا بعيد الحب. لكن قاسم الموظف في إحدى شركات القطاع الخاص يحمل بشدة على مناسبة عيد الحب وكل المناسبات المماثلة وكل من يحتفلون بها، يقول: ـــ هذا العيد هو عيد الفسق وليس الحب، لأنه يشجع على مظاهر دخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية، فالحب بين الإنسان وعائلته ودينه يكون على مدار السنة وليس ليوم واحد فقط. وساند قاسم فيما ذهب اليه، زميله خالد الذي يعمل في الشركة نفسها بقوله: ـــ علماء الأمة أفتوا ببطلان هذا العيد، فلم يعد هناك كلام بعد كلام العلماء. والاحتفالات بهذا العيد عادة تقتصر على المجتمعات الغربية، ومن أراد الاحتفال به عليه السفر إلى حيث تُقام مثل هذه المناسبات الدخيلة. إلا أنه برغم الفتاوى وغيرها من الحملات الهادفة الى منع الاحتفال بعيد الحب، فإن الكثير من الشباب والفتيات يتفننون في إرضاء الحبيب خلال هذه المناسبة، فبعد أن كان الأمر مقتصرا على هدية رمزية، تطور الأمر مع النهضة الرقمية وأصبح الكثير من الشباب يبحث عن الرسائل النصية القصيرة التي يُظهر فيها الولاء لحبيبته خلال 24 ساعة فقط، وظهر الكثير من الرسائل النصية التي لا تكلف سوى مبلغ زهيد جدا من المال.